الاثنين، 7 مارس 2011

المبحث الأول
فن الشـــــــعر

الفن الجميل ضرورة إنسانيّة :
-         نتحرك في الحياة طلبًا للرزق ، فنخوض أشكالاً من الصراع .
-         تمتزج في تجاربنا الحياتيّة اللذة بالألم .
-         فتعترينا ألوان من المشاعر كالفرح و الحزن و السعادة و الشوق و الحنين .
-         كما نتأمل مظاهر الإبداع في الكون و نتفكر فيما وراء المرئيّ و المحسوس .
-         ذلك كله يعد حافزًا للتعبير عن النفس لجعل التجارب الخاصة مجالاً للمشاركة و التواصل مع الآخرين .
-         من هنا ظهرت الحاجة إلى الفن الجميل ، بل أصبح الفن ضرورة إنسانيّة .

مكانة الشعر بين الفنون :
-         استطاع الإنسان أن يعبّر بالعديد من ألوان الفنون كالموسيقى و الغناء و الرسم و التصوير و النحت .
-         و كان التعبير بالكلمة هو أعرق هذه الوسائل ، فظهر فن النثر و فن الشعر .
-         إلا أنّ الشعر له خصوصيّة حيث تطويع اللغة و استثمار ألفاظها ، فكان له المكانة العليا بين الفنون .

الشعر : فن الصعوبة و المتعة :
-         الشعر بالغ الصعوبة للشاعر المبدع و بالغ المتعة للمتلقي المتذوق .
-         فالشعر يعتمد على اللغة التي هي ملك للثقافة و التاريخ و المجتمع ، و على الشاعر استعمالها بفن .
-         فالكلمة تعود لأهلها و لكن بذوق عالٍ و فن مبدع ينبهر به المتلقي .

الشعر ملتقى كل الفنون :
-         الشعر رسم و تصوير بالكلمة .
-         الشعر تشكيل موسيقيّ بالكلمة أيضًا .

أهم مظاهر التشكيل الموسيقيّ في الشعر :
1       ) الموسيقا الظاهرة الشكليّة : بمظهرين : الوزن و القافية .
و من ظائفها :
  أ – تحقيق المخالفة للنمط المعتاد من الكلام .
ب – إقناع المتلقي بموهبة الشاعر .
ج – توفير قوالب موسيقيّة متجاوبة مع الحالات الشعوريّة و التجارب الشعريّة .

2       ) الموسيقا الظاهرة التشكيليّة : و تخص طبيعة السمات الصوتيّة للحروف و الكلمات في تتابعها .
و هي خاضعة لعمل الشاعر و موهبته و قدراته .

  3 ) الموسيقا الخفيّة :
و تظهر في الفكر و تجاوب المتلقي مع الطباق و المقابلة و التقديم و التأخير و الحذف و الذكر و غيره .


المبحث الثاني
التجربة الشعريّة
مفهوم التجربة في العلم :
  - للتجربة مثل أي علم مفهوم محدد يشمل الملاحظة التي تتم بشروط معينة ، هي :
  1 ) الفروض : و هي ما يرجحه الباحث لتحقيق أهدافه من التجربة ، فيختبرها .
  2 ) التحكم في ظروف التجربة : من خلال التحكم في ظروف البيئة .
  3 ) رصد النتائج و تمحيص الفروض : لاكتشاف مدى نجاح الفروض .

ملاحظة العالِم و رؤية الشاعر :
-         كلاهما ذو عين راصدة نافذة إلى البواطن .
-         الشاعر كالعالم ينتقل من عالم المادة الظاهريّ إلى عالم النفس الإنسانيّة بتناقضاتها .

ظروف التجريب بين العالم و الشاعر :
-         الفارق بينهما يكمن في أن مهمة الشاعر أصعب .
-         العالم قادر على نقل موضوع تجربته إلى المختبر حيث الأدوات المساعدة للقياس و الرصد .
-         أما الشاعر فيلاحظ موضوعه كما هو موجود و ينقل للمتلقي نتائجه بلغة يملكها الجميع .
-         تمر التجربة الشعريّة لدى الشاعر بالمراحل التالية :
   أ – ملاحظة الظواهر .               
ب – تشكيل الرؤية .           
ج – توظيف الخبرة اللغويّة في صياغة الرؤية صياغة فنيّة مؤثرة .

مقارنة بين التجربة العلميّة و التجربة الشعريّة
التجربة العلميّة
التجربة الشعريّة
نتيجة نظرة نافذة تتجاوز ظاهر الأشياء
نتيجة نظرة نافذة تتجاوز ظاهر الأشياء
موضوعها عالم المادة
موضوعها عالم النفس و السلوك البشريّ
العالِم قادر على عزل موضــوع التجربة
و التحكم في ظروف التجريب
الشاعر يرصد موضوع تجربته
 و لا يعزلها
نتائجها موقوتة و محدودة بظروفها و سياقها
نتائجها تتجاوز حدود الزمان و المكان و اللغة

التجربة الشعريّة بين الذاتيّة و الموضوعيّة :
-         في الشعر الذاتيّ يعبر الشاعر عن ذاته أو تجربة عاصرها بنفسه .
-          و يتميز الشعر الذاتيّ بترابط أطرافه الثلاثة :
  1 ) التجربة الإنسانيّة .
  2 ) الرؤية الذاتيّة .
  3 ) المتلقي .
  - في الشعر الموضوعيّ يدخل طرف رابع و هو أن الشاعر لا يعبر عن ذاته بذاته ، و إنّما يلجأ إلى :
    ( القالب القصصيّ أو الملحميّ أو المسرحيّ ) لينقل تجربته و يتوارى هو خلف إبداعاته .


المبحث الثالث
التجربة الشعريّة و اللغة

= مقومات التجربة الشعريّة :
1 ) العاطفة :
  - هي التي تقدح شرارة الإبداع بما تسستثيره من استجابة و انفعال .
  - العمل الشعريّ لا بد أن يصدر عن انفعال و استثارة تحرك وجدان الشاعر .
  - العاطفة لا تكفي وحدها للإبداع ، حيث لا بد من قدرة الشاعر على التوصيل للمتلقي بصياغة لغويّة .
  - العبرة ليست بقوة انفعال الشاعر ، و لكن بقوة تأثيره في المتلقي .

2 ) الفكرة :
  - التجربة الشعريّة الجيدة لا بد لها من فكرة كليّة تنشأ من ملاحظات الشاعر حوله .
  - كل فكرة كليّة ينشأ عنها فكر جزئيّة تشكل مفاصل القصيدة .
  - الفكرة كالعاطفة لا يمكن وحدها أن تصنع عملاً فنيًّأ إلا أن يصحبها الصياغة اللغويّة .

3 ) اللغة الشعريّة :
  - هي السبيل لمعرفة النص الشعريّ ، بفكره و عاطفته و جماليّاته .
  - اللغة الشعريّة هي المدخل الأساس للسياحة في عالم النص .

= كيفيّة الاستدلال على عاطفة الشاعر :
-         للحكم على عاطفة الشاعر من حيث الضعف أو القوة و على انفعاله بالصدق أو الافتعال ، لا بد من أدلة .
-         العاطفة لكي تبدع لا بد لها من عقل يرشد إلى أقرب الطرق إلى المتلقي .
-         المشاعر الخاصة للشاعر لا يعلمها إلا الله ، و لكن مقياس الجودة أمامنا يتمثل في حرارة انفعال المتلقي .
-         يتم ذلك من خلال التفريق بين الانفعال و الافتعال ، و هذا بتأمل اللغة الشعريّة و تحليلها .
-         إذن فاللغة الشعريّة هي المقوم الجوهريّ للحكم على المقومين الآخرين .

= هل يمكن للفكرة وحدها أن تصنع شعرًا جميلاً :
-         الفكرة مهمة لتحقيق التواصل مع المتلقي .
-         روعة الشعر تتوقف على طريقة صياغة الفكرة ، لهذه الأدلة :
  أ – الفكرة يمكن أن تأي لأي إنسان ، و لكن الشاعر هو القادر بموهبته اللغويّة أن يحولها إلى شعر جميل .
ب – الفكرة النافعة قد تصاغ موزونة و لكنها غير مؤثرة ، و قد تكون الملاحظة بسيطة لكنها مؤثرة .

= اللغة الشعريّة مفتاح الأسرار :
-         في نقد المقال تكون الأهميّة الأولى للفكرة ، أما الصياغة و التعبير ففي المرتبة الثانية .
-         في نقد الشعر تنعكس الأولويّات ، فتكون للصياغة و التعبير المكانة الأولى ، و تأتي الفكرة تالية .
-         الشاعر المجيد له ميزتان :
  أ – خبرة جيدة في الإنسان و الحياة .
ب – خبرة ممتازة باللغة و إمكاناتها .    

المبحث الرابع
الصورة الشعريّة

مفهوم الصورة الشعريّة :

= هي أهم الوسائط التي يوصّل بها الشاعر تجربته إلى المتلقي .
-         الصورة هي مُدرَكات حسيّة تنشط خيال المتلقي .
-         المدركات تكون بصريّة ثم سمعيّة ثم شم و لمس و ذوق ، تصل إلى خيال المتلقي بالتراكيب اللغويّة .

أنواع الصور الشعريّة :

= أولاً : الصور الجزئيّة :
-         لا يُشتَرط أن تكون الصورة مجازًا أو تشبيهًا ، فقد يكون التشكيل اللغويّ مؤثرًا وحده ( مجنون ليلى ) .
-         قد تشمل الصورة على تشكيل بصريّ لا ينفذ إلى أعماق النفس ( الربيع ) .
-         و قد يتجاوز التشكيل اللغويّ عتبة الحواس إلى عمق الإحساس ( ابتسامة أبي القاسم الشابّي ) .

= ثانيًا : الصورة الكليّة :
-         تذوق الشعر لا يكون فقط بمجموعة المجازات و التشبيهات .
-         الصورة الكليّة هي توافق و ملاءمة بين هذه المجموعات و مجمل التجربة الشعريّة .
-         أي أنّ الصورة الكليّة هي المجرى الواحد على امتداد النص الناتج من مجموع الصور الجزئيّة .

المبحث الخامس
الشعر الموضوعيّ

-         رأينا أن فن الشعر ينقسم إلى ( غنائيّ ) و ( موضوعيّ ) .
-         كان الغنائيّ ذاتيًّا يخاطب في الشاعر المتلقي مباشرة .
-         أما الموضوعيّ فتمثله المسرحيّة و الملحمة .
-         في الموضوعيّ لا يخاطب الشاعر المتلقي مباشرة ، بل يلجأ إلى القالب القصصيّ .
-         في الموضوعيّ أيضًا يحتفي الشاعر وراء إبداعه ، ليُعبّر بطريق غير مباشرة .

أ ) الشعر المسرحيّ :

- من أقدم الفنون الشعريّة ، حيث عرفه الإغريق قبل الميلاد .
- لم يعرفه العرب إلا في القرن الثامن عشر بعد الاتصال الثقافيّ بالغرب في عصر النهضة الأوربيّة .
- يُعتبر مظهرًا للتجديد في الشعر العربيّ الحديث .
- بدأ تأليف الشعر المسرحيّ بلغة رقيقة على يد شوقي بمسرحيّة ( علي بك الكبير ) و حتى ( الست هدى ) .
- كذلك كان من كتابه : عزيز أباظة ، عبد الرحمن الشرقاويّ ، صلاح عبد الصبور .. و غيرهم .

= عناصر البناء المسرحيّ الشعريّ :
1 0 الحكاية : و هي الأحداث من التمهيد و حتى العقدة إلى الحل .
2 0 الصراع : داخلي بالنفس ، و خارجيّ بين الشخصيّات .
3 0 الشخصيّات : رئيسة و ثانويّة .
4 0 الحوار : قد يقصر أو يطول و يشمل على مقطع غنائيّ .
5 0 البيئة : و هي الزمان و المكان .

ب ) الشعر الملحميّ :

- الملحمة قصة بطوليّة أو خرافيّة أو تاريخيّة تُروى ، و الشاعر هو الراوي .
- الراوي يصف الشخصيّات و حركاتها و يروي عنها .
- و لأن الشاعر هو الراوي فمستواها التعبيريّ يمثل مستواه هو .
- الراوي قد يعلق على الأحداث بفكره و عاطفته .

= نوعا الملحمة :

1 0 طبيعيّة : من طفولة الأمم ، فهي حدث شغل الأمة كلها و أصبح تراثًا قوميًّا .
2 0 صناعيّة : عمل فرد واحد يخلق مادتها و يشكل أحداثها ، و لكي تكتمل لابد من اقتباس صفات الملحمة
                   الطبيعيّة بخصوص المؤلف و الموضوع و الأشخاص و الأحداث و الأسلوب .

= المعايير النقديّة لعناصر الملحمة :

1 0 المؤلف : يجب أن يكون لسان أمته ، و ذلك بما يلي :
  - اختيار موضوع له صلة بالمواطنين .
  - ظهوره في عصر الملحمة القديم بكل عاداته .
  - لا يعبر عن ذاته ، حتى لا يصبح شعرًا غنائيًّا ذاتيًّا .
2 0 الموضوع : يجب أن يكون قوميًّا ، من حوادث وطنيّة ، متسمًا بالوحدة العضويّة ، قديمًا تاريخيًّا .
3 0 الأشخاص : على طائفتين : طائفة للدفاع ، و أخرى للهجوم .
                      و كل طائفة على ثلاث طبقات :
                      * بطل و هو مبعث الانبهار المتميز بالصلابة و الإرادة .. ،
                      * شخصيّات رئيسة ،
                      * شخصيّات ثانويّة .
= الملحمة تنقسم إلى فصول ، يأتي الحل فيها سارًّا .

ج ) شعر المطولات :

  - هي ملاحم حديثة مستقاة من التاريخ بعاداته و تقاليده .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق